فصل: تفسير الآيات (6- 11):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان المشهور بـ «تفسير القرطبي»



.تفسير الآيات (4- 5):

{وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ عُجابٌ (5)}
قوله تعالى: {وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} {أن} في موضع نصب والمعنى من أن جاءهم. قيل: هو متصل بقوله: {فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ} أي في عزة وشقاق وعجبوا، وقوله: {كَمْ أَهْلَكْنا} معترض.
وقيل: لا بل هذا ابتداء كلام، أي ومن جهلهم أنهم أظهروا التعجب من أن جاءهم منذر منهم. {فقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ} أي يجئ بالكلام المموه الذي يخدع به الناس، وقيل: يفرق بسحره بين الوالد وولده والرجل وزوجته {كَذَّابٌ} أي في دعوى النبوة. قوله تعالى: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً} مفعولان أي صير الآلهة إلها واحدا. {إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ عُجابٌ} أي عجيب. وقرأ السلمي: {عجاب} بالتشديد. والعجاب والعجاب والعجب سواء. وقد فرق الخليل بين عجيب وعجاب فقال: العجيب العجب، والعجاب الذي قد تجاوز حد العجب، والطويل الذي فيه طول، والطوال، الذي قد تجاوز حد الطول.
وقال الجوهري: العجيب الأمر الذي يتعجب منه، وكذلك العجاب بالضم، والعجاب بالتشديد أكثر منه، وكذلك الأعجوبة.
وقال مقاتل: {عجاب} لغة أزد شنوءة.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: مرض أبو طالب فجاءت قريش إليه، وجاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعند رأس أبي طالب مجلس رجل، فقام أبو جهل كي يمنعه، قال: وشكوه إلى أبي طالب، فقال: يا بن أخي ما تريد من قومك؟ فقال: «يا عم إنما أريد منهم كلمة تذل لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها الجزية العجم» فقال: وما هي؟ قال: «لا إله إلا الله» قال: فقالوا {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً} قال: فنزل فيهم القرآن: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ} حتى بلغ {إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ} خرجه الترمذي أيضا بمعناه. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وقيل: لما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه شق على قريش إسلامه فاجتمعوا إلى أبي طالب وقالوا: اقض بيننا وبين ابن أخيك. فأرسل أبو طالب إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: بابن أخي هؤلاء قومك يسألونك السواء، فلا تمل كل الميل على قومك. قال: {وماذا يسألونني} قالوا: ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أتعطونني كلمة واحدة وتملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم فقال أبو جهل: لله أبوك لنعطينكها وعشر أمثالها. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: قولوا لا إله إلا الله» فنفروا من ذلك وقاموا، فقالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً} فكيف يسع الخلق كلهم إله واحد. فأنزل الله فيهم هذه الآيات إلى قوله: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} [ص: 12]

.تفسير الآيات (6- 11):

{وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ يُرادُ (6) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (7) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (8) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (10) جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (11)}
قوله تعالى: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا} {الْمَلَأُ} الاشراف، والانطلاق الذهاب بسرعة، أي انطلق هؤلاء الكافرون من عند الرسول عليه السلام يقول بعضهم لبعض {أَنِ امْشُوا} أي امضوا على ما كنتم عليه وما لا تدخلوا في دينه. {وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ}.
وقيل: هو إشارة إلى مشيهم إلى أبي طالب في مرضه كما سبق.
وفي رواية محمد بن إسحاق أنهم أبو جهل بن هشام، وشيبة وعتبة أبناء ربيعة بن عبد شمس، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل، وأبو معيط، وجاءوا إلى أبي طالب فقالوا: أنت سيدنا وأنصفنا في أنفسنا، فاكفنا أمر ابن أخيك وسفهاء معه، فقد تركوا آلهتنا وطعنوا في ديننا، فأرسل أبو طالب إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: إن قومك يدعونك إلى السواء والنصفة. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إنما أدعوهم إلى كلمة واحدة» فال أبو جهل وعشرا. قال: «تقولون لا إله إلا الله» فقاموا وقالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً} الآيات. {أَنِ امْشُوا} {أن} في موضع نصب والمعنى بأن امشوا.
وقيل: {أن} بمعنى أي، أي {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ} أي امشوا، وهذا تفسير انطلاقهم لا أنهم تكلموا بهذا اللفظ.
وقيل: المعنى انطلق الأشراف منهم فقالوا للعوام: {امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ} أي على عبادة آلهتكم. {إِنَّ هذا} أي هذا الذي جاء به محمد عليه السلام {لَشَيْ ءٌ يُرادُ} أي يراد بأهل الأرض من زوال نعم قوم وغير تنزل بهم.
وقيل: {إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ يُرادُ} كلمة تحذير، أي إنما يريد محمد بما يقول الانقياد له ليعلو علينا، ونكون له أتباعا فيتحكم فينا بما يريد، فاحذروا أن تطيعوه.
وقال مقاتل: إن عمر لما أسلم وقوى به الإسلام شق ذلك على قريش فقالوا: إن إسلام عمر في قوة الإسلام لشيء يراد. قوله تعالى: {ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ}
قال ابن عباس والقرظي وقتادة ومقاتل والكلبي والسدي: يعنون ملة عيسى النصرانية وهي آخر الملل. والنصارى يجعلون مع الله إلها.
وقال مجاهد وقتادة أيضا: يعنون ملة قريش.
وقال الحسن: ما سمعنا أن هذا يكون في آخر الزمان.
وقيل: أي ما سمعنا من أهل الكتاب أن محمدا رسول حق. {إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ} أي كذب وتخرص، عن ابن عباس وغيره. يقال: خلق واختلق أي ابتدع، وخلق الله عز وجل الخلق من هذا، أي ابتدعهم على غير مثال. قوله تعالى: {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا} هو استفهام إنكار، والذكر ها هنا القرآن. أنكروا اختصاصه بالوحي من بينهم. فقال الله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي} أي من وحيي وهو القرآن. أي قد علموا أنك لم تزل صدوقا فيما بينهم، وإنما شكوا فيما أنزلته عليك هل هو من عندي أم لا. {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ} أي إنما اغتروا بطول الإمهال، ولو ذاقوا عذابي على الشرك لزال عنهم الشك، ولما قالوا ذلك، ولكن لا ينفع الإيمان حينئذ. و{لما} بمعنى لم وما زائدة كقوله: {عَمَّا قَلِيلٍ} [المؤمنون: 40] وقوله: {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ} [النساء: 155]. قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} قيل: أم لهم هذا فيمنعوا محمدا عليه السلام مما أنعم الله عز وجل به عليه من النبوة. و{أم} قد ترد بمعنى التقريع إذا كالكلام متصلا بكلام قبله، كقوله تعالى: {الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ} [السجدة: 3- 1] وقد قيل إن قوله: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ} متصل بقول: {وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} [ص: 4] فالمعنى أن الله عز وجل يرسل من يشاء، لأن خزائن السموات والأرض له. {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما} أي فإن ادعوا ذلك {فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ} أي فليصعدوا إلى السموات، وليمنعوا الملائكة من إنزال الوحي على محمد. يقال: رقي يرقى وارتقى إذا صعد. ورقي يرقي رقيا مثل رمى يرمي رميا من الرقية. قال الربيع بن أنس: الأسباب أرق من الشعر وأشد من الحديد ولكن لا ترى. والسبب في اللغة كل ما يوصل به إلى المطلوب من حبل أو غيره.
وقيل: الأسباب أبواب السموات التي تنزل الملائكة منها، قاله مجاهد وقتادة. قال زهير:
ولو رام أسباب السماء بسلم

وقيل: الأسباب السموات نفسها، أي فليصعدوا سماء سماء.
وقال السدي: {فِي الْأَسْبابِ} في الفضل والدين.
وقيل: أي فليعلوا في أسباب القوة إن ظنوا أنها مانعة. وهو معنى قول أبي عبيدة.
وقيل: الأسباب الحبال، يعني إن وجدوا حبلا أو سببا يصعدون فيه إلى السماء فليرتقوا، وهذا أمر توبيخ وتعجيز. وعد نبيه صلى النصر عليهم فقال: {جُنْدٌ ما هُنالِكَ} {ما} صلة وتقديره هم جند، ف {جند} خبر ابتدا محذوف. {مَهْزُومٌ} أي مقموع ذليل قد انقطعت حجتهم، لأنهم لا يصلون إلى أن يقولوا هذا لنا. ويقال: هزمت القربة إذا انكسرت، وهزمت الجيش كسرته. والكلام مرتبط بما قبل، أي {بل الذين كفروا في عزة وشقاق} وهم جند من الأحزاب مهزومون، فلا تغمك عزتهم وشقاقهم، فإني أهزم جمعهم وأسلب عزهم. وهذا تأنيس للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد فعل بهم هذا في يوم بدر. قال قتادة: وعد الله أنه سيهزمهم وهم بما فجاء تأويلها يوم بدر. و{هُنالِكَ} إشارة لبدر وهو موضع تحزبهم لقتال محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقيل: المراد بالأحزاب الذين أتوا المدينة وتحزبوا على النبي صلى اله عليه وسلم. وقد مضى ذلك في {الأحزاب}. والأحزاب الجند، كما يقال: جند من قبائل شتى.
وقيل: أراد بالأحزاب القرون الماضية من الكفار. أي هؤلاء جند على طريقة أولئك، كقوله تعالى: {فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} [البقرة: 249] أي على ديني ومذهبي.
وقال الفراء: المعنى هم جند مغلوب، أي ممنوع عن أن يصعد إلى السماء.
وقال القتبي: يعني أنهم جند لهذه الآلهة مهزوم، فهم لا يقدرون على أن يدعوا لشيء من آلهتهم، ولا لأنفسهم شيئا من خزائن رحمة الله، ولا من ملك السموات والأرض.

.تفسير الآيات (12- 14):

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ (14)}
قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} ذكرها تعزية للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتسلية له، أي هؤلاء من قومك يا محمد جند من الأحزاب المتقدمين الذين تحزبوا على أنبيائهم، وقد كانوا أقوى من هؤلاء فأهلكوا. وذكر الله تعالى القوم بلفظ التأنيث، واختلف أهل العربية في ذلك على قولين: أحدهما: أنه قد يجوز فيه التذكير والتأنيث.
الثاني- أنه مذكر اللفظ لا يجوز تأنيثه، إلا أن يقع المعنى على العشيرة والقبيلة، فيغلب في اللفظ حكم المعنى المضمر تنبيها عليه، كقول تعالى: {كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ} [المدثر: 55- 54] ولم يقل ذكرها، لأنه لما كان المضمر فيه مذكرا ذكره، وإن كان اللفظ مقتضيا للتأنيث. ووصف فرعون بأنه ذو الأوتاد. وقد اختلف في تأويل ذلك، فقال ابن عباس: المعنى ذو البناء المحكم.
وقال الضحاك: كان كثير البنيان، والبنيان يسمى أوتادا. وعن ابن عباس أيضا وقتادة وعطاء: أنه كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب له عليها. وعن الضحاك أيضا: ذو القوة والبطش.
وقال الكلبي ومقاتل: كان يعذب الناس بالأوتاد، وكان إذا غضب على أحد مده مستلقيا بين أربعة أوتاد في الأرض، ويرسل عليه العقارب والحيات حتى يموت.
وقيل: كان يشبح المعذب بين أربع سوار، كل طرف من أطرافه إلى سارية مضروب فيه وتد من حديد ويتركه حتى يموت.
وقيل: ذو الأوتاد أي ذو الجنود الكثيرة فسميت الجنود أوتادا، لأنهم يقوون أمره كما يقوي الوتد البيت.
وقال ابن قتيبة: العرب تقول هم في عز ثابت الأوتاد، يريدون دائما شديدا. واصل هذا أن البيت من بيوت الشعر إنما يثبت ويقوم بالأوتاد.
وقال الأسود بن يعفر:
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة ** في ظل ملك ثابت الأوتاد

وواحد الأوتاد وتد بالكسر، وبالفتح لغة.
وقال الأصمعي: يقال وتد واتد كما يقال شغل شاغل. وأنشد:
لاقت على الماء جذيلا واتدا ** ولم يكن يخلفها المواعدا

قال: شبه الرجل بالجذل. {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ} أي الغيضة. وقد مضى ذكرها في الشعراء. وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر {ليكة} بفتح اللام والتاء من غير همز. وهمز الباقون وكسروا التاء. وقد تقدم هذا. {أُولئِكَ الْأَحْزابُ} أي هم الموصوفون بالقوة والكثرة، كقولك فلان هو الرجل. {إِنْ كُلٌّ} بمعنى ما كل. {إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ} أي فنزل بهم العذاب لذلك التكذيب. وأثبت يعقوب الياء في {عذابي} و{عقابي} في الحالين وحذفها الباقون في الحالين. ونظير هذه الآية قوله عز وجل: {وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ} [غافر: 31- 30] فسمى هذه الأمم أحزابا.